تقرير اسبوعي: منطقتي امبدة واركويت

ملخص:

يوثق التقرير سلسلة من عمليات القصف الجوي العشوائي وإطلاق النار على المدنيين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بممتلكاتهم والبنية التحتية ولا يزال العدد الفعلي للقتلى غير معروف بسبب الأوضاع الأمنية. علاوة على ذلك، فإن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري للنشطاء والمدنيين من قبل الاستخبارات العسكرية وقوات الدعم السريع التي تقوض حقوق الأفراد الأساسية. ويسلط التقرير الضوء على حالات النهب واحتلال المنازل من قبل القوات والعصابات الإجرامية مما أدى إلى مزيد من النزوح بين السكان المتضررين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدهور حالة الخدمات الأساسية والصحية، المتمثلة في ندرة المستلزمات الطبية ونقص الكوادر الطبية، يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد الاستهداف المتعمد للمرافق الصحية من تفاقم الوضع.

بعد أربعة شهور منذ اندلاع الحرب، لا تزال عدة مدن في الخرطوم ودارفور تشهد صراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. يرصد هذا التقرير انتهاكات حقوق الإنسان المتمثلة في عمليات القتل خارج إطار القانون و الإصابات، والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، والنهب واحتلال المنازل، فضلاً عن تدهور حالة الخدمات الصحية والمرافق الأساسية في المناطق المتأثرة بالحرب.

القتل خارج إطار القانون والإصابات:

منذ بدء الحرب، تزايد وتيرة القصف الجوي العشوائي في المناطق المأهولة وإطلاق النار على المدنيين، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى تسببت بها الأطراف المتحاربة. وقد أسفر عن ذلك وقوع عدة ضحايا مدنيين وتدمير شامل للمنازل والبنية التحتية. ونظرًا لصعوبة تحديد عدد الوفيات ، لا تزال الإحصائية الدقيقة غير معروفة. ومع ذلك، وفقًا لآخر تقارير نقابة الأطباء – اللجنة التمهيدية، تقدر عدد الوفيات حوالي 958 ضحية. تتجاهل القوات قوانين الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتعتبر مثل هذه الأعمال انتهاكًا صارخًا مبادئ التمييز والتناسب في الحرب.

في يوم الاثنين الموافق 3 يوليو 2023، تعرضت الحي السادس في أمبدة، وتحديداً شارع الردمية للقصف بطيران القوات المسلحة، مما أدى إلى وفاة طفلين ورجل وإصابة خمسة آخرين.

وتوالت القصف الجوي في يومي السبت والأحد الموافقين 8 و9 يوليو، في كل من الأحياء 16 و15 بأمبدة، أسفرت عنه وفاة ستة أشخاص بما في ذلك خمسة أطفال. وفي يوم الأحد، مما أودى بحياة امرأة في حي البرية. ويعزي شهود العيان الغارات الجوية المستمرة لوجود قوات الدعم السريع في المنطقة.

و في يوم 8 يوليو 2023، في منطقة دار السلام بأمبدة، مربع 22، مقتل عدة أشخاص جراء القصف. لم يتم تحديد العدد الدقيق للضحايا. في منطقة أركويت، التي تسيطر عليها بشكل أساسي قوات الدعم السريع، لقي مجموع 14 مدنيًا حتفهم، وأصيب 21 آخرون نتيجة القذائف ونيران المضادات الطيران والرصاص الطائش.

الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري:

تواصل أطراف النزاع اعتقال الناشطين وأعضاء غرف الطوارئ ولجان المقاومة. حيث تقوم الاستخبارات العسكرية وقوات الدعم السريع باعتقال المدنيين بناءً على زعمهم تعاونهم مع الجانب الآخر. ومن بين حالات الاعتقال التعسفي والاحتجاز التي وقعت مؤخرًا، قامت الاستخبارات العسكرية بالقبض على ثلاثة أعضاء من لجان مقاومة بحري في 14 مايو وما زالوا محتجزين دون مسوغات وإجراءات قانونية ومعلومات حول أوضاعهم الحالية. بالإضافة إلى ذلك، تواصلت حالات اختفاء المدنيين لتبين فيما بعد أنهم محتجزون من قبل قوات الدعم السريع. وتعرض ٧ مدنيين لاعتقال من قبل قوات الدعم السريع بمنطقة أركويت.

نهب واحتلال المنازل:

شهدت عدة مناطق متأثرة بالحرب احتلال ونهب لمنازل عدة من قبل قوات الدعم السريع وعصابات، وتداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور توثق هذه الانتهاكات.

في منطقة أمبدة المنصورة، بأمدرمان، احتلت قوات الدعم السريع منازل المواطنين بالقوة، أفاد شاهد عيان ” أن قوات الدعم السريع قامت بقتل مواطن في حي المنصورة في 10 يوليو، بالإضافة إلى قتلها ثلاثة مواطنين أمام منازلهم في 13 يوليو في نفس الحي” ويشمل ذلك عمليات نهب مقتنيات وأموال ” وتقوم أيضًا قوات الدعم السريع بترويع المواطنين واقتحام منازلهم بهدف سرقة السيارات والأموال والذهب وحتى شاشات التلفاز، مما أدى إلى نزوح العديد من أسر المنطقة” تابع الشاهد.

كما قامت قوات الدعم السريع بالهجوم على منازل المواطنين في ود البشير في ٦من يوليو بغرض السرقة، ولكن تصدى سكان الحي لهم ومنعهم من دخول المنازل بعد تبادل لإطلاق النار. ومع ذلك، عادوا في ٩ و١٠ من يوليو وقاموا باقتحام المنازل وسرقة السيارات من المنازل القريبة من كبري ود البشير وفقا لشاهد عيان.

وأضاف شاهد آخر، ” في منطقة المربعات ١٦ و١٧، المجاورة لحي المهندسين، قامت قوات الدعم السريع باحتلال منازل المواطنين ونهب جميع ممتلكاتهم، كما حاولت قوات الدعم السريع اختطاف امرأتين من مربع ١٧”

وذكر شاهد من منطقة أركويت توسع عمليات الاحتلال بالمنطقة ” قد يصل الاحتلال إلى نصف المربع أو أكثر، مثل مربع 68 في حي روتانا على سبيل المثال كما تم اقتحام واحتلال العديد من المقار الحكومية والعامة والخاصة في مختلف مربعات أركويت بواسطة قوات الدعم السريع”.

الخدمات الصحية

تدهور الوضع الصحي منذ بدء الحرب حيث خرج 59 مستشفى عن العمل وفقا لنقابة الأطباء السودان – اللجنة التمهيدية وتفتقر المستشفيات العاملة إلى المستلزمات الطبية ونقص في الكوادر الطبية.

ذكر شاهد عيان أن منطقة أمبدة تواجه تحدي في توفير والوصول إلى الخدمات الصحية حيث يوجد بها ثلاثة مستشفيات فقط، وهي مستشفى قطر الندى في المحلية ومستشفى الرخاء في المحلية و مستشفى أمبدة النموذجي. ” تقدم هذه المستشفيات الخدمات بشكل متقطع بسبب ندرة الإمدادات الطبية ونقص الكادر الطبي” كما يصعب الوصول إلى هذه المستشفيات بسبب تمركز القوات بكثافة في الشوارع الرئيسية والفرعية وداخل الأحياء ” بسبب الاشتباكات المستمرة كما يتعرض المواطنين لإطلاق النار عليهم عندما يحاولون إسعاف الجرحى إلى مستشفى النو” أضاف الشاهد.

وتتعرض المرافق الصحية لاعتداءات مستمرة، حيث قصف مستشفى علياء التخصصي بامدرمان في ١٦ من يوليو وتضرر على أثره قسم الكلى والعناية المكثفة وغرف العمليات، كما قصف مستشفى السلاح الطبي في ١٥ من يوليو مما أسفر عنه مقتل خمسة مرضى وإصابات أكثر من ٢٠ شخصا وفقا لنقابة الأطباء.

في ٣٠ من يونيو الماضي، اعتدت قوات الدعم السريع على مستشفى الشهداء في الدروشاب، بحري، حيث تم قتل اخصائي المختبر مصعب عبد الله إبراهيم واعتدت بالضرب على الطاقم الطبي والمرضى وألحقت أضرار بالمشفى مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.