غرفة طوارئ امبدة المنصورة

يقع حي المنصورة ضمن الحدود الإدارية لمحلية امبدة، أمدرمان، ويشمل أربع مربعات، وعدد 1200 منزل، و2880 أسرة، ويبلغ إجمالي عدد سكانه حوالي 14000 فرد وفقا لغرفة طوارئ المنصورة.

وشهدت منطقة المنصورة اشتباكات بين قوات الجيش (القوات المسلحة السودانية) وقوات الدعم السريع، بالرغم من عدم وجود منشآت أو قواعد عسكرية بالمنطقة. منذ بداية الحرب تحولت المنطقة إلى ساحة معركة حيث نتيجة للارتكاز قوات الدعم السريع داخل المنطقة وحولها. وأدى ذلك إلى القصف الجوي والمواجهة بمختلف الأسلحة النارية المختلفة ولم تتوقف حتى أيام الهدن الموقعة بين الطرفين.

يظهر التقرير انتهاكات أطراف الحرب بالمنطقة والأوضاع الخدمية والصحية والأمنية التي تأثرت نتيجة للحرب 15من أبريل.

انتهاكات الجيش والدعم السريع:

تتمثل انتهاكات الجيش في القصف العشوائي على المناطق السكنية، عند اندلاع الاشتباكات بين القوات المتحاربة بحي المنصورة والتي تتركز فيها قوات الدعم السريع، متجاهلة سلامة وأمن السكان المدنيين. مما أسفر عن ذلك مقتل ثمانية أشخاص في كل من ال١٧ وال٢٢ من أبريل.

  • قصف 17 أبريل 2023:
  1. عبد القادر عبد السلام محمد أحمد، 19 عامًا،
  2. . شان.
  • قصف 22 أبريل 2023:
  1. وليد عبد الرؤوف، 15 عامًا،
  2. خالد عبد الرؤوف، 21 عامًا،
  3. محمد إسحاق، 22 عامًا،
  4. الصادق صلاح حسين، 20 عامًا،
  5. مهند صلاح حسين، 19 عامًا،
  6. حمد أحمد سالم، 35 عامًا،

بالإضافة إلى ذلك، أصيب أكثر من عشرين شخص بجروح متفاوتة بين المتوسطة والخطيرة. وقد تم هدم ستة منازل نتيجة للقصف.

بينما تشمل انتهاكات قوات الدعم السريع الاحتماء بالمنازل السكنية الخاصة بالمدنيين وجعلها عرضة للقصف الجوي وإجبار أصحاب المنازل على الإخلاء قسريا ونهب المنازل بالحي. وتستهدف قوات الدعم السريع المدنيين حيث اعتقلت وقامت بتعذيب عدة مدنيين تحت زعم انتمائهم إلى الجيش، في ١١ من شهر مايو اعتقلت القوى ستة أشخاص مدنين وهم:

  1. )م أ) 30 عامًا.
  2. (ع أ) 28 عامًا.
  3. (أأ) 34 عامًا.
  4. (حأ) 40 عامًا.
  5. (يم) 37 عامًا.
  6. (بم) 30 عامًا.

أطلقت القوى سراحهم بعد عشرة أيام من الاحتجاز. الجدير بالذكر، لدى قوات الدعم السريع معتقلات بحي المنصورة وفقا لأقوال الشهود. إن كلا القوتين تنتهك القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين وتحظر من استهدافهم وممتلكاتهم.

الخدمات الأساسية في حي المنصورة

شهدت منطقة المنصورة انقطاع تام للكهرباء في الأسبوع الأول من الحرب، وما زالت خدمة الكهرباء غير مستقرة، مما أدى لانقطاع المياه عن الحي تماما إلى اليوم، يقول أحد سكان المنصورة إنه منذ بداية الحرب انقطعت المياه تماما في الحي، واضطر السكان لشراء المياه بمبالغ تتراوح بين 6 آلاف جنيه و 8 آلاف جنيه للبرميل في بداية الحرب. ولكن معظم السكان الآن لا يقومون بشراء الماء نظرا لعدم مقدرة معظم سكان الحي تحمل التكلفة المالية العالية، لذا يضطرون للذهاب لمسافة تقدر بكيلومتر لاستجلاب الماء من الحي البستان المجاور لهم وأيضا لا يتوفر غاز الطبخ لأكثر من 90% من سكان المنطقة، وأصبحوا يعتمدون على الفحم في الطبخ و يحتاجون الفحم بقيمة 2 ألف جنية في اليوم للطبخ “.

  • الخدمات الصحية في حي المنصورة

تدهور وضع الخدمات الصحية في حي المنصورة، حيث لا يوجد اي مستشفى داخل الحي، وتعمل فقط غرفة الطوارئ بمساعدة طبيبين متاحين ثلاث مرات في الاسبوع، كما تعاني الغرفة من عدم وجود معمل بداخلها. يجد سكان حي المنصورة صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات الصحية، حيث يتلقون علاجهم عادة في مستشفى أم درمان و هو حاليا خارج الخدمة تماما و مستشفى السلاح الطبي، و يقول شاهد العيان في يوم 17 من ابريل تم قصف الحي بالمدفعية الثقيلة وسقط إثر ذلك قتيلين و إصابة اثنين من مواطني الحي قاموا سكان الحي بإسعافهم إلى مستشفى السلاح الطبي و لكن لم يستقبل المستشفى المدنيين المصابين و بعد تدخل وساطات تم استقبال احد المصابين و إرجاع الآخر، و أصبح من المستحيل إسعاف مصابي الحي لتلقي العلاج في مستشفى السلاح الطبي ، و أيضا هنالك مستشفى امبدة النموذجي والذي يبعد مسافة 6 كيلو متر من حي المنصورة و الوصول ليه يشكل تهديدا لحياة المواطنين وأيضا هنالك تحدي يتمثل في إيجاد وسيلة للوصول للمستشفى

مما اضطر أطباء غرفة الطوارئ في حي المنصورة إلى إجراء ثلاث عمليات جراحية لاستخراج الرائش الناري من جسد المصابين. وفي ظل صعوبة اسعاف المصابين، تم عملية استخراج رصاص أصيب به طفل في الصدر قريب من القلب داخل غرفة الطوارئ مع الافتقار لأبسط المقومات.

الجدير بالذكر، أن تمركز قوات الدعم السريع في مربع 1 وجزء من مربع 2 اللذان يقعان في الاتجاه الشرقي لحي المنصورة (الجزء الذي تتواجد فيه المواصلات العامة ويمكن من خلاله إيصال المصابين إلى مستشفى امبدة النموذجي يشكل تهديدًا لحياة المصابين والمسعفين. يقول شاهد العيان لحقوق تم إصابة أحد سكان الحي بطلق ناري في العنق تم إسعافه أوليا في غرفة الطوارئ وكان من الضروري نقلة لمستشفى امبدة، لكنه وصل إلى المستشفى متوفيًا.” وأشار شاهد العيان إلى أن وصولهم إلى المستشفى تأخر بسبب وجود أربع نقاط تفتيش لقوات الدعم السريع على الطريق، حيث تم تفتيشهم بدقة، مما تسبب في تأخر وصولهم في الوقت المناسب لإنقاذ المصاب.

  • الأمن الغذائي

فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، تعاني أغلب المناطق المتأثرة بالنزاع من ندرة الغذاء، نتيجة لتقييد المسارات التجارية متسببة في صعوبة في وصول المؤن الغذائية إلى المناطق المتضررة، وبسبب عدم الاستقرار وانهيار البنى التحتية يواجه الشركات والمزارعين صعوبة في توفير المنتجات الغذائية مما أدى إلى نقص المنتجات الغذائية وزيادة الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب في شل حركة العمل وإخراج البنوك عن العمل مما أدى إلى تشكل تحديا في حصول المدنيين على مصادر دخلهم. ” منذ بداية الحرب الواقع، اعتمدنا على المخزون المواد التموينية من شهر رمضان، ولكن بعد مرور أكثر من أربعين يوما على الحرب نفدت جميع المؤن…. “وأضاف الشاهد أعتبر أسرتي من الأسر ذات الدخل المتوسط في الحي، حيث إستمرت إمداداتنا لمدة ١٧ يوم، والان لا يوجد دقيق، ولا زيت، ولا سكر في منزلنا….”. كما قال الشاهد أن أغلب قاطنين منطقة المنصورة من ذوي الدخل المحدود ويعتمدون على الدخل اليومي ويعانون من النقص الحاد في الغذاء ” … يعتمد سكان مربع (٢) و (٣) على متجرين من أصل ستة متاجر كانت توفر المواد التموينية ومن المتوقع أن تنفد جميع الموارد في الأيام المقبلةو تابع الشاهد يعمل مخبز من أصل خمسة مخابز، يعتمد عليه سكان مناطق ( المنصورة، و جزء من سكان حمد النيل و المناطق المجاورة للحي) مع وجود صفوف انتظار تمتد لأكثر من ثلاث ساعات و لا تغطي كافة سكان الحي، مع الأخذ في الاعتبار و جود مخاوف أن تتحول المنطقة لساحة حرب في أي وقت” .

استجابة للوضع الراهن، عملت غرفة الطوارئ على تأمين الاحتياجات التموينية عن طريق التبرعات، حيث تمكنوا من دعم الأسر لمدة ثلاثة أسابيع منذ بداية الحرب. “حصرت الغرفة عدد ٣٠٠ أسرة تعيش تحت خط الفقر وفي ظروف اقتصادية صعبة. وحاليًا، الأسر تعاني من عدم وجود أي مصدر للدعم بعد توقف التبرعات التي كانت تصل إلى غرفة الطوارئويشكل عمال اليومية ٩٠٪ من سكان الحي وهم بحاجة ماسة للدعم العاجل، وفقًا لما ذكره الشاهد.

التهديدات الأمنية

في ظل انعدام الأمن وعدم استقرار الأوضاع في المناطق المتأثرة بالنزاع، تزايد وتيرة الإجرام، خاصة النهب المسلح، حيث تقوم عصابات مسلحة أو أفراد بزي قوات الدعم السريع بعمليات النهب المسلح وفقا لشاهدات شهود العيان إن أقرب سوق للمنطقة هو سوق (كرور) يبعد من حي المنصورة حوالي ٢ كيلو مترا، حيث تنتشر قوات الدعم السريع فيه، كما أن الطريق إليه ليس آمنا تماما حيث يواجه الأشخاص خطر الاعتداء من قبل عصابات السرقة أو قوات الدعم السريع وينهب كل ما تملك حتى وإن كان كيس خضار …………..” قال الشاهد ومشددا على نسبة الخطورة داخل السوق.

النزوح واللجوء

نتيجة النزاع المسلح، نزحت عدة أسر في الأيام الأولى للحرب. ونسبة لظروف المعيشية الصعبة وتكاليف السفر والسكن العالية في الولايات الأخرى وصعوبة السفر لحدود الدول المجاورة، عاد الكثير إلى منازلهم في الحي متحملين ويلات الحرب ” …. الان اغلب الاسر التي تسكن في الحي محاصرة فيه، ومن اسباب عدم النزوح، العسرة المادية التي حدت من القدرة على السفر والهروب من هذه الحرب، والجميع الآن ينتظر مصيره وهو مغلوباً على امره قال الشاهد العيان.

يجب الإسراع والضغط لحل سلمي للاشتباكات الجارية واستعادة الاستقرار والسلام. يجب أن تكون حماية المدنيين أولوية قصوى، ويجب اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم وأمنهم وفقًا للمعايير القانونية الدولية. يجب على جميع الأطراف المتحاربة الامتثال للقوانين الدولية، بما في ذلك معاهدة جنيف الرابعة التي تحدد حماية المدنيين في زمن النزاع وتحظر التعذيب والمعاملة القاسية والاعتقالات التعسفية.